وأما أنا فلم أقِفْ له على ترجمة سوى ما ذكَر، وإن وقفتُ على شيء سوى ذلك ألْحَقْتُه هنا، والله الموفِّق للصَّواب.
وذكره المفتي شبير أحمد القاسمي في مقدمة تحقيقه على "الفتاوى التاتارخانية"، وقال: إنني لم أقفْ على جملة وافرة مفصّلة من أحوال صاحب "الفتاوى التاتارخانية"، ولم أظفر بسنّ ولادته، غير أنّ بعض المؤرّخين البارزين في "الهند" ذكروا شذرات من أحواله في كتبهم، وحاصلها: أن صاحب "الفتاوى التاتارخانية" هو الإمام فريد الدين عالم بن العلاء الإندربتي الدهلوى الحنفي، المتوفى سنة ٧٨٦ هـ.
كان من أجلّ العلماء الكبار في زمنه، وله شغف بالفقه، والفتاوى، والأصول العربية.
فلأجل ذلك نشأت الروابط العلمية بينه وبين الخان الأعظم الأمير تاتارخان، الذي كان قائد الجيش في عصر السلطان فيروز تغلق في "الهند"، وكان متديّنا، يحبّ العلماء، ويجالسهم، وهو الذي أشار الإمام فريد الدين عالم بن العلاء إلى تأليف "الفتاوى التاتارخانية"، فاشتغل عالم بن العلاء بتصنيفها امتثالا لأمره، وتفخيما لشأنه، ولم يزل يجتهد، ويسعى، ويقلّب الأوراق من أكثر من مائة كتاب، حتى فرغ من تأليفها في سنة سبع وسبعين وسبعمائة من الهجرة، وفي هذه السنة مضت على إمارة السلطان فيروز تغلق مدّة خمس وعشرين سنة.
ومن أهمّ ما استفيد من كتب التاريخ أن الأمير تاتارخان توفي قبل تكميل "الفتاوى التاتارخانية"، وتوفي المصنف عالم بن العلاء في عصر السلطان فيروز تغلق سنة ٧٨٦ هـ ست ثمانين وسبعمائة من الهجرة، وتوفي السلطان فيروز تغلق ٧٩٠ هـ سنة تسعين وسبعمائة من الهجرة (١).
(١) انظر: نزهة الخواطر ١: ٦٧، وكلزار أبرار في اللغة الأردية ص ٤٩٣.