للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما توفّي والدُه رُشِّحَ لقضاء القضاة، ولم يتيسَّرْ له، ثم نُفِّذَ في رسالةٍ من الديوان العزيز إلى الملك خان محمد بن سليمان بن داؤد بن إبراهيم طنغاج ملك "ما وراء النهر" في صحبة الرسول القادم من هناك، فمضى، فأدركه أجلُه هناك. وكان حَسَنَ القضاءِ، مرضيَّ الطريق، جميلَ السيرة، محمودَ الأفعال، غزيرَ الفضل. سمع الحديثَ من أبي الحسن الصيرفي، لم يروِ شيئًا، لأنه ماتَ شابًا. مولِده في ضحوة يوم السبت الثامن من شوّال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

ومات في العشر الأول من المحرّم سنة ستّ عشرة وخمسمائة بـ "ما وراء النهر". ذكره ابن النجّار (١).

[مكانته العلمية بين الفقهاء الحنفية]

بلغ الإمام القُدُوري مكانةً بارزَةً بين فقهاء مذهبه في عصره، حتى قال الحافظ الخطيب البغدادي عنه بعد أن عظم قدرُه، وارتفع جاهُه عند الحنفية: انتهتْ إليه بالعراق رياسةُ مذهبِ أبي حنيفة.

وقال أبو إسحاق الشيرازي: وكان أبو الحسين البغدادي المعروف بالقُدُوري إمامَ مذهبِ أبي حنيفة في عصرنا.

كما جعله فضلاء الحنفية الذين قسموا طبقاتِ الفقهاء الحنفية من طبقة أصحاب الترجيح، بما أنه بطول باعه وعلوِّ كَعْبِه في الأصول والفروع، يستحقّ أن يكون من أصحاب الترجيح إن لم يكنْ من طبقة المجتهدين في المسائل التي لا روايةَ فيها عن صاحب المذهب. قالوا: الطبقة الخامسة: طبقة


(١) انظر: الوافي الوفيات ٤: ١٣٩، والطبقات السنية برقم ٢١٦٢، والجواهر المضية ٣: ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>