ولما كان فلان رسم بالأمر العالي أن ينوه إحساننا بذكره، وينبه على رفعة قدره، فيكون مشيرًا في الدولة القاهرة، وقاضي القضاة بـ "الديار المصرية"، و"البلاد الشامية"، إذ هو كفؤ هذه المراتب وكافيها، وطبها الخبير بمصالحها وشافيها.
فليتلق هذا الإحسان بشكر يضفي عليه حلل النعم، ويصفي لديه مناهل البرّ، الذي تخجّل من دوامه الديم، وليعمل في مصالح الدين والدنيا آراءه المسدّدة في كلّ أمر، ويبد ما نعمله من خصائصه التي جمعت له بين ذكاء إياس وفطنة عمرو، ويمض الحكم فيما أراه الله في سائر ما ذكر من الممالك، ويبسط يد أقضيته بلسان الشرع، الذي إذا نطق بأمرٍ أصغى حسامنا المنصور إلى ذلك.
وأما الوصايا فنحن نحكم في استغنائه عنها بعلمنا، ونعلم فيما نثبته من ذلك بالحقّ نفوذ حُكمنا، لكن ملاكها التقوى وهو بها متصف، وبالافتقار إلى التوفيق لها معترف، فيجعلها إمام أحكامه، وأمام إتقان كلّ رأي وإحكامه. انتهى.
قلت: أرّخ السيوطي في "حسن المحاضرة" وفاته سنة تسع وستين وستمائة، وقال: كان إماما علامة، كثير الفضائل، ولي قضاء الحنفية بـ "الديار المصرية"، وقضاء "الشام".
* * *
١٤١٧ - الشيخ الفاضل الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة الداسي