مضت قبل ذلك بأيام، وهي العير التي خرج لها أيضًا يريدها حين رجعت من "الشام"، فساحلت على البحر، وبلغ قريشا خبرها، فخرجوا يمنعوها، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ "بدر"، فواقعهم، وقتل منهم من قتل، وبـ "ذي العشيرة" كنى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أبا تراب.
[٧ - سرية عبد الله بن جحش الأسدي]
ثم سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى "نخلة" في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه في اثني عشر رجلًا من المهاجرين، كل اثنين يتعقبان بعيرا إلى بطن "نخلة"، وهو بستان بن عامر الذي قرب "مكة"، وأمره أن يرصد بها عير قريش، فوردت عليه، فهابهم أهل العير، وأنكروا أمرهم، فحلق عكَّاشة بن محصن الأسدي رأسه، حلقه عامر بن ربيعة ليطمئن القوم.
[٨ - غزوة بدر]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر القتال، ويقال: بدر الكبرى، قالوا: لما تحين رسول الله صلى الله عليه وسلم انصراف العير من "الشام" التي كان خرج لها يريدها حتى بلغ "ذا العشيرة" بعث طلحة بن عبيد الله التيمي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتحسّسان خبر العير، فبلغا "التجبار" من أرض "الحوراء"، فنزلا علي كشد الجهني، فأجارهما، وأنزلهما، وكتم عليهما، حتى مرت العير، ثم خرجا، وخرج معهما كشد خفيرا، حتى أوردهما ذا المروة، وساحلت العير، وأسرعت، فساروا بالليل والنهار فرقا من الطلب، فقدم طلحة وسعيد" المدينة"، ليخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر العير، فوجداه قد خرج، وكان قد ندب المسلمين للخروج معه، وقال: هذه عير قريش، فيها أموالهم، لعل الله أن يغنمكموها، فأسرع من أسرع إلى ذلك، وأبطأ عنه بشر كثير، وكان من تخلف لم يلم، لأنهم لم يخرجوا على قتال إنما خرجوا للعير، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من "المدينة" يوم