وقرأ الْعُلُوم على عُلَمَاء عصره، مِنْهُم: الْمولى لطفي التوقاني، وَالْمولى ابْن البركي.
ثمَّ سلك مَسْلَك التصوف، حَتَّى نَصبه السُّلْطَان بايزيدخان نَقِيبًا للأشراف، ودام على ذَلِك إلى أن مَاتَ سنة ثَلَاث وأربعين وَتِسْعمِائَة.
وَكَانَ كريم الأخلاق، محبا للخير، متواضعا، متخشعا، متشرعا، سليم الطَّبْع، حَلِيم النَّفس، صَحِيح العقيدة، حسن السمت، مرضِي السِّيرَة، محمود الطريقة. وَكَانَ سخيا، جوادا، يُرَاعِى الْفُقَرَاء والضعفاء بِنَفسِهِ وَمَاله، لذيذ الصُّحْبَة، حسن المحاورة، لطيف المحاضرة، طارحا للتكلف، مشتغلا بِنَفسِهِ، معرضًا عَن أحوال الْغَيْر.
وَكَانَ لَهُ مهارة فِي الشّعْر، وَكَانَ ينظم القصائد اللطيفة بالتركية، وَكَانَ مَقْبُولًا عِنْد الْخَواص والعوام.
* * *
٥٢١٢ - الشيخ الفاضل المولى مَحْمُود، من أولاد الشَّيْخ جلال الدّين الرُّومِى *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قرأ على عُلَمَاء عصره، ثم صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، حَتَّى صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير مصطفى باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار مدرسا لإحدى المدرستين المتجاورتين بـ"أدرنه"، ثمَّ صَار مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان.
وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا، كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما فَاضلا، سليم الطَّبْع، حَلِيم النَّفس، صَاحب الْكَرم والمروءة، جَارِيا على مجْرى الفتوة،
* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٢٨١.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute