للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"القاهرة"، وأنعم عليه بإقطاع بعض الأراضي، واستمرّ هناك سنين، إلى أن أخرجه الظاهر جقمق منه، وأمر بهدمه، وذلك بإغراء بعض المفسدين، وإسناده إلى الشيخ ما هو بريء منه، ثم ظهر للسلطان براءته مما نسب إليه، فندم على ذلك، وطلب الشيخ إلى القلعة، وأخذ بخاطره، وأنعم عليه بما يقوم بكفايته، وسكَّنه بالقرب من زاوية الشيخ أحمد الرفاعي، ثم أعطاة مشيخة زاوية قبّة القصر (١) عن الشيخ (٢) محمود الأصبهاني، فتوجّه إليها، وسكنها إلى أن مات بها، ليلة الاثنين، حادي عشري شهر ربيع الأول، سنة أربع وخمسين وثمانمائة، ودفن بباب الوزير.

وكان شكِلًا، حسنًا، منوّر الضيبة، حلوّ اللفظ، فصيح العبارة.

وله مصنّفات مشهورة في علم الموسيقى، وذلك مع الدين المتين، والعفّة، وسلامة الباطن، كثرة العبادة، وحسن المحاضرة.

وكان له ولأخيه إبراهيم يد طولى في رقص السماع (٣)، وعمل الأوفاق، وجمع الفقراء، ومعرفة آدابهم، مع الهيبة والوقار.

وأجاز لتغرى بردي (٤) مؤلف "المنهل الصافي"، و"المستوفي بعد الوافي".

* * *

١٦٩٣ - الشيخ الفاضل القاضي حيدر بن أبي حيدر، الكشميري،


(١) في الضوء اللامع: "قبة النصر".
(٢) في الضوء: "بعد صرف الشيخ".
(٣) في الضوء اللامع: "ولرقصه في السماع خفر".
(٤) يعني يوسف بن تغري بردي، فقد جاء في الضوء: "أفاده أي الخبر أو الأخبار يوسف بن تغري بردي".

<<  <  ج: ص:  >  >>