يتصل بالإسلام، ولم تكن جامعة ديوبند، التي تفجّرت منها ينابيع معاهد العلم والفكر والدعوة ومراكز التعليم والتربية والتزكية والإحسان، وصارت أم المدارس والجامعات التي أسُست بكثرة، وتواصل للمرابطة على الثغر الإسلامي في هذه الديار الشرقية مجرّد جامعة إسلامية لتعليم علوم الكتاب والسنّة ونشرها بكلّ الأشكال، وإنما كانت كذلك حركة شاملة واسعة عمّت "الهند" بأرجائها، واطردت، واتصلت، وأثمرت، وأينعت ثمارها، فكلّ ما نشاهده اليوم من حركات دينية ودعوية وتعليمية وتربوية وسياسية واجتماعية تخدم الشعب المسلم بأساليب لا تحصى، معظمها ترجع إلى جامعة ديوبند مباشرة أو غير مباشرة.
كما أن "الهند" إنما استقلّت، وتحرّرت من ربقة الاستعمار الإنكليزي أصلا بفضل نضال وجهاد بناتها وأبنائها الأولين الكبار، الذين كانوا طلائع النضال ضدّ الاستعمار الإنكليزي.
وقد أسّس النانوتوي بالإضافة إلى جامعة ديوبند بيديه مدارس أخرى عديدة، كمدرسة منبع العلوم بمدينة "كلاؤته" ومدرسة الغرباء بمدينة "مراد آباد"، التى تعرف الآن بالجامعة القاسمية مدرسة شاهي.
[مناظراته مع العلماء الهندوس والمسيحيين]
حضوره "عيد التوصّل إلى المعرفة بالله" بقرية "تشاندابور" بمديرية "شاهجهانبور" بولاية "أترابراديش"، إن الإنكليز المستعمرين بدهاء من عندهم أنهضوا الهندوس ضدّ المسلمين خلال حكومتهم الاستعمارية، ليضربوا عصافير كثيرة بحجر واحد، وذلك أن المسلمين هم الذين حكموا "الهند" قرونا طويلة، فكانت لهم قيمة سياسية عند ما غزا الاستعمار هذه البلاد، وبسياستهم الماكرة منحوا فرصة للهندوس، لكي يتقدّموا سياسيا واقتصاديا، ويتخلّف المسلمون في جميع المجالات، وعند ما تقدّم الهندوس