وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ رَحمَه الله صَاحب عزم وحزم، إلا أن فِيهِ خصْلَة ابْن حزم، الَّذِي قَالَ فِي شأنه بعض أرباب الْبَيَان: لِسَان ابْن حزم وَسيف الْحجَّاج شقيقان، محا الله سيئاتهما، وضاعف حسناتهما، وَقد علّق رَحمَه الله فِي أثناء الدَّرْس حَوَاشِى على بعض الْمَوَاضِع من "شرح الْمِفْتَاح" للشريف الْجِرْجَانِيّ.
وَمِمَّنْ ألقى إليه الدَّهْر قيادة، فَتقدم على كثير من الأفاضل على خلاف.
* * *
٥٤٤٢ - الْمولى مصلح الدّين الشهير بكوجك بُسْتَان *
ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: نشأ رَحمَه الله بقصبة "بركي"، وَطلب الْعلم، وَدَار الْبِلَاد، واشتغل، واستفاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وَدخل مجَالِس الفحول، مِنْهُم: الْمولى محي الدّين المشتهر بالمعلول، وَصَارَ معيدا لدرس الْمولى عبد الرحمن فِي مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان.
ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ الخاتونية بـ "قسطنطينية" بِعشرْين، ثمَّ صَارَت وظيفته فِيهَا خمْسَة وعشرين، ثمَّ درس بمدرسة مُرَاد باشا فِي الْمَدِينَة المزبورة بِثَلَاثِينَ، وَقد قرأت عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمدرسَة طرفا من "شرح الْمِفْتَاح" للشريف الْجِرْجَانِيّ، ثمَّ نقل عَنْهَا إلى الْمدرسَة الأفضلية بأربعين، ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ القلندرية بِخَمْسِينَ.
ثمَّ نقل إلى مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان، ثمَّ إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَ إلى مدرسة مغنيسا، وفوض إليه الْفَتْوَى بِهَذِهِ النواحي،