ثم سرية أبي عبيدة بن الجرَّاح إلى "ذي القصة" في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: أجدبت بلاد بنى ثعلبة و"أنمار"، ووقعت سحابة بـ "المراض" إلى "تغلمين" و"المراض" على ستة وثلاثين ميلا من "المدينة"، فسارتْ بنو محارب وثعلبة وأنمار إلى تلك السحابة، وأجمعوا أن يغيروا على سرح "المدينة"، وهو يرعى بـ "هيفا" موضع على سبعة أميال من "المدينة"، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عُبيدة بن الجرَّاح في أربعين رجلا من المسلمين حين صلوا المغرب، فمشوا إليهم، حتى وافوا "ذا القصة" مع عماية الصبح، فأغاروا عليهم، فأعجزوهم هربا في الجبال، وأصاب رجلا واحدا، فأسلم، وتركه.
[٣٧ - سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى بنى سليم بالجموم في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى بنى سليم، فسَارَ حتى ورد "الجموم" ناحية "بطن نخل" عن يسارها، و"بطن نخل" من "المدينة" على أربعة برد، فأصابوا عليه امرأة من مزينة، يقال لها: حليمة، فدلتهم عن محله من محال بنى سليم، فأصابوا في تلك المحلة نعما، وشاء، وأسرى، فكان فيهم زوج حليمة المزنية، فلمَّا قفل زيد بن حارثة بما أصاب وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمزنية نفسها وزوجها.
[٣٨ - سرية زيد بن حارثة إلى العيص]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى "العيص"، وبينها وبين "المدينة" أربع ليال، وبينها وبين "ذي المروة" ليلة في جمادى الأولى سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش قد أقبلت من "الشام"، فبعث زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب يتعرض لها، فأخذوها، وما فيها.