قلتُ: في سياق هذه الواقعة ما يدلُّ على أن الشيخ إنما كان سبب موته حِدَّةُ الغَيرة والغضب لله تعالى، فجزاه الله عن المسلمين خيرا.
وقيل: كان سبب موته خوفَه من بَرْقُوق، لكلامٍ خَشِنٍ كلَّمه إيّاه، خاف منه على نفسه.
وذكره الحافظ ابن حَجَرٍ في "إنْبائه"، وبالغ في الثَّناء عليه. وذكر في الحوادث أنّ البُلْقِينِيّ لم يوافق على إبطال الأوقاف مطْلَقا، ولم يمِل إليه، بل قال: أمّا أوقاف الجوامع والمدارس وجميع ما للعلماء والطلبة، فلا سبيل إليه، ولا يحلُّ لأحد نَقْضُه؛ لأنّ لهم في الخُمْس أكْثَر من ذلك، وأما ما وُقِف على عُوَيْشة وفُطَيْمةَ، واشْتُرِيَ لأمثالهما من بيت المال بالحِيلَة، فينْبغي أن يُنْقَضَ، إذا تحقَّق أنَّه أُخِذ بغير حقٍّ.
وهذا الكلام يُخالف ما نقله العِراقِيّ عنه، من الميلِ إلى الإبطال مطلقا، وهو الظاهر الذي لا يُظَنُّ وُقوعُ ما يخالفُه من الشيخ سراج الدين، رحمه الله تعالى، فإنه كان ممن لا يُحابِي الظَّلَمة، ولا يَرْهَبُهم، ولا تأخذُه في الله لومة لائم. - نفعنا الله ببركاته، وبركات علومه، آمين -.
* * *
٢٣٦٣ - الشيخ الفاضل العالم المحدّث ضياء الله بن محمد غوث الشطاري (١) الكواليري *
(١) أما الطريقة الشطارية فهي للشيخ عبد الله الشطار الخراساني، وكان من رجال القرن الثامن، ورد الهند، وأخذ عنه خلق كثير، ولها جهتان: جهة الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب "الجواهر الخمسة"، وهو أخذ عن الشيخ حميد، عن الشيخ هداية الله بن محمد بن العلاء المنيري، عن والده، عن الشيخ عبد الله المذكور. وأخذ عنه خلق كثير، منهم: الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، =