صحته، ولكن العلّة قد اشتدّتْ عليه، وتمكّن منه المرضُ، فتوفّاه الله في ليلة الاثنين ثالث صفر سنة ١٣٥٢ هـ، رحمه الله تعالى.
وقد خلف مآثر قائمة مذكورة، وآثارا في العلم ونشرِه صالحةً مبرورةً، بما أقامه من المعاهد الإسلامية الكبرى، وبالأجيال العالمة التي تخرجّتْ به من كبار الفقهاء والمحدّثين في بلاد "الهند" و"الباكستان"، فكانتْ حياته مصدرَ خير وتزكية وعلم وإصلاح للمسلمين في تلك الديار، وقد أورث تلامذتَه تلك الهمّةَ القَعْبَاءَ، فانتشروا في "الهند" و "باكستان"، يَنْشُرن العلم ويؤسّسون المعاهد الإسلامية على منواله، فما ترى عالما بارزا منهم إلا وهو مؤسّس مدرسة كبيرة، أو مدير جامعة مشهورة، تتخرّج بهم أفواج العلماء، وتَرْتَوِي من مَعينهم القلوبُ الظِّمَاء.
استبحاره المدهش في علوم الرواية والدراية، وحافظته المحيّره للألباب، وسرعة مطالعته، ودقّة نظره:
قال شيخنا مجمع الفضائل العلوم العلامة الشيخ أبو المحاسن محمد يوسف البنوري، رحمه الله تعالي، في "نفحة العنبر من حياة إمام العصر الشيخ أنور" تحت هذا العنوان ما نصّه باختصار يسير: كان الشيخ الكشميري، رحمه الله، آية من آيات اللّه العظام، ونادرة من نوادر العصر، إماما في الحقائق والمعارف، لا يساهم، ولا يزاحم، وقدوة لأماثل العصر الحاضر في حلّ الدقائق ومشكلات العلوم وغوامض الأحوال العلمية والعرفانية، بحيث لا يُناضَل، ولا يُنازَع.
كان إماما حجّة في علوم القرآن وعلوم الحديث، مُتْقِنا في كشف مَغْزاها ومَرْماها، وكان مرجعا للأمة الإسلامية في إيضاح معناها ومبناها، كان حافظا موعيا لمذاهب علماء الأمّة المحمدية، مع التغلغل في تخريجها وتنقيحها،