[تقريظ شيخ الإسلام المحدث الكبير الفقيه البارع العلامة الشاه أحمد شفيع، حفظه الله تعالى ورعاه، الرئيس الأعلى وشيخ الحديث لأكبر الجامعات في بنغلاديش، الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، جاتجام، بنغلاديش.]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعلى منازل الفقهاء، ووفَّقهم في خدمة الشريعة السمحة البيضاء، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء، وعلى آله الأتقياء، وأصحابه الأصفياء، أما بعد! فإن علم التاريخ وسير الأفراد من العلوم التي يُحتاج إليها، إذ به يعرف الخلف أحوال السلف، وبه يُعرف الوفاء ومحاسن الأخلاق، وتجد الأجيال دراسة للحياة، وزادا للمعاد.
قال تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل عليه السلام:{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.
قال محمد على الصابوني رحمه الله في تفسيره:{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ} أي: اجعل ذكرا حسنا، وثناء عاطرا، {فِي الْآخِرِينَ} أي فيمن يأتي بعد إلى يوم القيامة، أذكر به، ويقتدي بي، فاستجابَ الله دعاءَه، فوهب له من العلم والحكم، وجعله مقتدى في جميع الملل في كل الأوقات، ونالت هذه الأمة ما يقتدي به له.
فلا شك أن تراجم الرجال مدارس الأجيال، وهذا الفن الشريف من أفضل الفنون، التي تحفظ أنساب الأفراد من أن تُنْسَى، قال تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}، وقال تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.