ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله من قَصَبَة "نيكسار"، فَخرج بعد بُلُوغه إلى سنّ الْبلُوغ، طَالبا للْعلم من هَذِه الديار، فدار الْبِلَاد، واشتغل، واستفاد، حَتَّى انتظم فِي سلك أرباب الاستعداد، وصل إلى خدمَة الْمولى محي الدّين الفناري، فاشتغل عَلَيْهِ مُدَّة، وَحصل من الْعُلُوم عدَّة.
ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى مُحَمَّد باشا، فاجتهد فِي التَّحْصِيل والاستفادة، حَتَّى إذا انْتقل الْمولى الْمَزْبُور إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه" عينه لخدمة الإعادة، ثمَّ درس فِي مدرسة صاروجه باشا بقصبة "كليبولي" بِعشْرين، ثمَّ مدرسة الأمير أحْمَد الأدرنوي بقصبة "واردار" بِخَمْسَة وَعشْرين، ثمَّ الْمدرسَة الحجرية بـ "أدرنه" بِثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة يري باشا بأربعين، ثمَّ مدرسة أحْمَد باشا بقصبة "جورلي" بِخَمْسِينَ.
ثمَّ نقل إلى مدرسة "مغنيسا"، فاشتغل فِيهَا، وأفاد، حَتَّى ولي قَضَاء "بَغْدَاد"، وفوّض إليه الْفَتْوَى بِهَذِهِ الديار، وَعين لَهُ من بَيت المال كل سنة ألف وَخَمْسمِائة دِينَار، وَهُوَ أول مُتَوَلِّي بِقَضَاء "بغداد" من قبل سلاطين آل عُثْمَان، فشرع فِي إجراء الشَّرْع الْمُبين، وَأقَام بهَا سِتّ سِنِين، فنال فِيهَا ما نال من صنوف الأمتعة والأموال.