٥٠٤٠ - الشيخ الفاضل المولى محمد الجمال، الشهر بجلبي خَليفَة *
وَهُوَ من نسل جمال الدّين الأقسرايني.
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ مشتغلا بِالْعلمِ أولا، وَعند اشْتِغَاله بـ "الشرح الْمُخْتَصر" للتلخيص غلب عَلَيْهِ محبَّة الصُّوفِيَّة، وَمَال إلى طريقتهم، واختلى أولا بِبِلَاد "قرامان" عند الشيخ عبد الله من خلفاء الشَّيْخ عَلَاء الدّين الخلوتي.
وَفِي أثناء تِلْكَ الْمدَّة أتى الْمولى عَلَاء الدّين إلى بِلَاد "قرامان"، فَذهب إليه، وَرَآهُ لابسا جُبَّة سَوْدَاء وعمامة سَوْدَاء، وراكبا على فرس أسود، وأظهر لَهُ الْمحبَّة، فَقَالَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين: إن أردت هَذِه الْجُبَّة أعطيتك إياها، فأجاب هُوَ بَأن لبس الخِرْقَة يَنْبَغِي أن يكون بِاسْتِحْقَاق، وَلَا اسْتِحْقَاق لي أن ألبسها، وَقَالَ الشَّيْخ إذا تحْتَاج إلى توابعي، فَلم يلبث الشَّيْخ، إلا وَقد توفّي بِتِلْكَ الْبِلَاد، وَتُوفِّي بعده الشَّيْخ عبد الله.
ثمَّ أتى إلى بَلْدَة "توقات"، وَجلسَ فِي الْخلْوَة عند الشيخ الْمَعْرُوف بِابْن طَاهِر، وَكَانَ يَأْمر مريديه بالرياضة القوية، حَتَّى أن بَعضهم لم يصبروا على ذَلِك، فطردهم من عِنْده، فَبَقيَ هُوَ عِنْده وَحده، واشتغل بالرياضة، حَتَّى قيل للشَّيْخ يَوْمًا فِي حَقه: إنه مشتغل بالرياضة القوية، فَقَالَ خله، حَتَّى يَمُوت.
وَكَانَ ذَلِك الشَّيْخ من طَائِفَة التراكمة، وَكَانَ أميا، إلا أنه كَانَ فِي بَاطِنه قُوَّة عَظِيمَة، وَاتفقَ لَهُ فِي تِلْكَ الأيام وَاقعَة كشف الْحَال، فَقَصَّهَا على الشَّيْخ، فعامل الشَّيْخ مَعَه بعد ذَلِك بالملاطفة.