للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى نصير بن يحيى أن الحسن بن زياد كان قسَّم النهار على أقسام، وكان مجلس صدر النهار إذا رجع من صلاة الصبح، فيدرّس، فيخوضون في مسائل الفروع إلى قريب الزوال، ثم يدخل المنزل، فيقضي حوائجه إلى وقت الظهر، ثم يخرج للظهر، ويجلس للواقعات إلى العصر، ثم يصلّي العصر، ثم يجلس، فيناظرون بين يديه في الأصول، ثم يصلّي المغرب، ويدخل المنزل، ثم يخرج، فيتذاكرون المسائل المغلقة إلى العشاء، فإذا صلّى العشاء، جلس لمسائل الدور، والوصايا إلى ثلث الليل، وكان لا يفتر عن النظر في العلم. وكان له جارية إذا اشتغل بالطعام أو بالوضوء أو بغير ذلك تقرأ عليه المسائل، حتى يفرغ من حاجته، كما في "المناقب الكردرية الكبرى" (٢ - ٢٠٩)، هكذا كان إكبابه على العلم والتعليم، بعد أن أصبح إماما قدوة، رحمه الله ورضي عنه.

ونصير بن يحيى الذي حكى ذلك هو ممن أدرك الحسن بن زياد، وأخذ عنه العلم، وهو الذي قال لأحمد بن حنبل: ما ذكره ابن أبي العوام حدّثني أبو أحمد إبراهيم بن أحمد الترمذي، سمعتُ أبا نصر محمد بن سلام البلخي، سمعت نصير بن يحيى يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما الذي تكلمتم على هذا الرجل؟ أعني أبا حنفية، قال الرأي. فقلت له: فهذا مالك بن أنس ألم يتكلّم بالرأي؟ قال: نعم، لكن رأي أبي حنيفة خلد في الكتب، قلت: فقد خلد رأي مالك في الكتب، قال: أبو حنيفة أكثر رأيا منه، فقلت له: فهلا تكلّمتم في هذا بحصّته وها بحصّته؟ فسكت، اهـ، رضي الله عنهم، ونفعنا بعلومهم.

[ثناء أهل العلم على الحسن بن زياد]

قال أبو عبد الله الصيمري: حدّثنا العبّاس بن أحمد الهاشمي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المسكي؟، قال: حدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قال: ما رأيتُ أحسن خلقا من الحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>