وكان يدرّس في بيته علم التفسير، واستفاد منه كثير من الناس.
وكان زاهدا، معتزلا عن الناس، فارغ الهمّ عن أشغال الدنيا، مقبلا على إصلاح نفسه، وكان طويل الصمت، كثير الفكرة، أديبا، وقورا، صاحب مهابة.
توفي رحمه الله تعالى في سنة ثمان وأربعين وتسعمائة.
* * *
٢٧٢٥ - الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الله بن محمد شريف الأحمد آبادي الكجراتي، أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بمدينة "أحمد آباد"، وولي القضاء في معسكر محمد أعظم بن عالمغير مكان والده، فاستقلّ به زمانا، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، لعلّه سنة ثمان ومائة وألف، فولي على ديوان الخراج بـ "كجرات"، فاستقلّ به مدّة طويلة.
ثم ولّاه شاه عالم بن عالمغير القضاء الأكبر في معسكره، فصار قاضي قضاة "الهند" سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، وولي مكانه صنوه شريعة خان على ديوان الخراج بـ "كجرات"، فاستقلّ به ثلاث سنوات.
ثم أراد أن يعتزل عن القضاء، فلم يسمح له شاه عالم بذلك، فأحرق خيمه، وتزيا بزيّ الفقراء، ودخل المسجد، فجلس به، فلما رأى شاه عالم إصراره قبل استقالته، وولي مكانه شريعة خان، ومكان شريعة خان متشرّع خان بن شريعة خان نيابة عن والده، فرجع عبد الحميد إلى "كجرات"،