للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ثناء الشيخ زكريا الكاندهلوي]

قال الشيخ المحدّث النبيل محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله تعالى في "مقدمة أوجز المسالك" عند ذكر الإمام مالك ما نصّه: الخامسة عشر نسخة سراج مذهب الحنفية محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، اسمه مغن عن ذكر مفاخره (١).

[فضل محمد على بعض مشايخه]

وكثير من أهل العلم يفضل محمد بن الحسن على بعض مشايخه في الفقه، فضلًا عن مشايخه في الحديث. قال الحافظ ابن أبي العوام السعدي: سمعت الطحاوى قال: سمعت محمد ابن سنان يقول: سمعت عيسى بن سليمان يقول: لما قدم يحيى بن أكثم مع المأمون يريد "مصر"، لقي يحيى بن صالح الوحاظي (من مشايخ البخاري بالشام) فقال له: يا أبا زكريا! أيما كان أكثر تيقّظا؟ مالك بن أنس أو محمد بن الحسن؟ فقال له يحيى بن صالح: كان محمد بن الحسن نائما مستثقلا أيقظ من مالك جالسا مجتمعا.

[فضل محمد كثير على العلماء]

عن أبي عبيد قال: كنا عند محمد إذا أقبل الرشيد، فقام الناس كلهم إلا محمد، وكان الحسن ثقيل القلب عليه. فقام، ودخل الناس، فبعد يسير أذن لمحمد، فدخل، ثم خرج مسرور النفس، فقال: قال لي: ما لَكَ لم تقم مع الناس؟ قلت: كرهت أن أخرج إلى طبقة الخدمة من الطبقة التي جعلتني فيها، وقد حدّثت عن ابن عمّك: من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما فليتبؤ مقعده من النار، وإنما أراد به العلماء، فمن قام لحق الخدمة فهو إعزاز


(١) انظر: مقدمة أوجز المسالك ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>