قال الحافظ ابن حجر: الراجح دخولهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا.
قال السبكى في "فتاويه"، كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس والجن كافة، وأن رسالته شاملة للثقلين، فلا أعلم فيه خلافا، ونقل جماعة الإجماع عليه. قال السبكى: والدليل عليه قبل الإجماع الكتاب والسنّة، أما الكتاب فآيات، منها قوله تعالى:{لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، وقد أجمع المفسّرون على دخول الجن في ذلك في هذه الآية، ومع ذلك هو مدلول لفظها، فلا يخرج عنه إلا بدليل، ومنها قوله تعالى في سورة الأحقاف:{فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين}، والمنذرون هم المخوَّفون مما يلحق بمخالفته لوم، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لماكان القرآن الذي أتي به لازما لهما، ولا خوّفوا به.
وأما السنّة ففي "صحيح مسلم" من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضّلتُ على الأنبياء بستّ، أعطيتُ جوامع الكلم، ونصرتُ بالرعب، وأحلَّتْ لي الغنائم، وجعلتْ لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلتُ إلى الخلق كافة، وختم بي النبييون". ومحل الاستدلال قوله:"وأرسلتُ إلى الخلق كافة"، فإنه يشمل الجن والإنس، وحمله على الإنس خاصة تخصيص بغير دليل فلا يجوز.
[بم يعرف الصحابي؟]
يعرف الصحابي بأحد الأدلة التالية: أولا: التواتر، وهو رواية جمع عن جمع، يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وبقية العشرة المبشرّين بالجنّة - رضى الله عنهم.
ثانيا: الشهرة أو الاستفاضة القاضرة عن حد التواتر، كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكَّاشة بن محصن.