أخبرنا أبو الحسن العكلي، قال: أخبرنا أحمد بن القاسم بن ميمون العبيدلي، أخبرنا جدي ميمون بن حمزة العبيدلي، عن شيخه الطحاوي المؤلّف، رحمهم الله تعالى وإيانا، وغفرَ لنا ولهم، ونفعنا بعلومهم.
وكان عندي نسخة من "العقيدة" المذكورة بخطّ ابن العديم السابق ذكره، وعليها تسميعات متوالية، وهو معروف بإجادة الخطّ المعروف بالمنسوب، فغرقتُ مع ماكنتُ أستصحبُه من الخطوط النادرة، وسائر الكتب في حادث انقلاب مركبنا، في "البحر الأسود" تجاه (آقجة شهر) في أحلك أيام الشتاء بهياج البحر، وأنجانا الله سبحانه من الغرق المحقّق بمحض فضله سنة ١٢٣٦ هـ أثناء عودي من "قسطموني" إلى "الآستانة"، ولله الأمر، وله الحكم. وذكر الكوراني سنده في "عقيدة الطحاوي" في الأمم (٩٠) بطريق الشرف الدمياطي إلى أبي بكر الدامغاني، عن الطحاوي. ولو أخذتُ أسردُ أسانيدي إلى الأثبات التي ترفع أسانيد كتب الطحاوي إليه لطال ذلك، وأملّ، فلنكتف بهذه الإلمامة اليسيرة.
[وفاة الطحاوي ومدفنه وبعض أسرته]
قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" في ترجمة الطحاوي: إنه توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ليلة الخميس مستهلّ ذي القعدة بـ "مصر"، ودفن بـ "القَرَافة" وقبره مشهور به. وقال البدر العيني في "نخب الأفكار": رأيت في مجموع جمعه بعضهم عن علماء "مصر"، يذكر أماكن، وبقاعا من "مصر" وبعض علمائها يقول فيه: إن قبر أبي جعفر الطحاوي إذا جاوزت الخندق على يمين الطالع إلى مسجد محمود، وهو قبر كبير مشهور.
أقول: إن الكلام في الخندق ومسجد محمود طويل، وهما مشهوران في التاريخ وكتب الخطط. ولكن تغيّرتْ معالي ذلك العهد. وقبر الطحاوي