للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب الرابع في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشتمل على خمسة فصول

ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أظهر هذا الدين القويم، وأنار هذا الصراط المستقيم، وكان كل فضل منسوبًا إلى فضله، كل علم مستفادًا من علمه، ولولاه ما كان عالم يذكر، ولا فاضل علمه يُنشر، قال البوصيري:

فهو الذي تم معناه وصورته … ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم

منزه عن شريك في محاسنه … فجوهر الحسن فيه غير منقسم

وكانت سائر الأفاضل، والعلماء الأماثل، والأولياء المخلصين، والصلحاء السابقين، يغترفون من ذلك البحر، ويستنيرون بذلك البدر.

وكانوا كما قال البوصيري رحمه الله تعالى:

وكلُّهُمْ مِن رَسُولِ اللهِ مُلتمِسٌ … غَرْفًا من البَحْر أو رَشْفًا من الدَّيَمِ

تعين أن نبدأ بذكر شئ يسير من سيرته الشريفة، وأوصافه المنيفة، لتكون لهذا الكتاب مشرفة، وعلى غيره من الطبقات التي خلت عنها مُفضلة، ويكون لهم في الذكر إمامًا، كما كان لهم في الدين هاديًا وهُمامًا.

ثم نتلوه بذكر فضائل أصحابه البررة، رضى الله عنهم، الذين أختارهم الله لصحبة حبيبه ونبيه صلى الله عليه وسلم، ثم نذكر أسماء فقهاء الصحابة رضي الله، ثم ترجمة حبر الأمة فقيه الملة الصحابي الجليل عبد اللّه مسعود رضي الله عنه، ثم أرشد تلاميذه علقمة بن قيس النخعي، ثم أعز تلاميذه إبراهيم النخعي، ثم أشهر تلامذته حماد بن أبي سليمان، الذي تخرج عليه إمامنا

<<  <  ج: ص:  >  >>