الأمروهوي، والشيخ بدر عالم الميرتهي، ثم المدني، وشيخنا البنوري رحمهم الله جميعا، فتفرق الأمر فيمن يقوم بتدريس "جامع الترمذي"، حيث إنه و"صحيح البخاري"، و"سنن أبي داود" من الكتب الأساسية في الصف النهائي لطلبة الحديث، فاتفق أرباب المجلس للجامعة على أن يؤخذ رأي الطلبة في ذلك، فثلاثة من الطلاب أبدوا رأيهم لدراسته عند الشيخ بدر عالم، وسبعة منهم ذهبوا إلى تدريسه إلى الشيخ عبد الرحمن الأمروهوي، وسبعة وعشرون أيَّدوا رأي من يقدم الشيخ البنوري لتدريسه، ويودّ الدراسة منه.
ودرس "جامع الترمذي" بكل تحقيق وتدقيق، وشرح ذلك الكتاب باسم "معارف السنن"، كما أنه قام بتدريس "سنن أبي داود"، وحلّ مغامضه ومشكلاته، ولا يزال يذكره كل من درس منه ذلك الكتاب. كما قد تتلمذ عليه الطلاب لدراسة "الإتقان"، و"مقدمة ابن خلدون"، كتب أخرى كثيرة.
[الشيخ وكفاحه]
إنه رحمه الله تعالى مع قيامه بالتدريس والتصنيف ما زال يكافح الفرق الزائغة، والمذاهب الهدّامة، والأفكار الإلحادية، والآراء اللادينية، وله جهود جبّارة في سبيل إخماد هذه الفتن، واشترك في جهاد الحرية واستخلاص الوطن من أيد غاصبة، وما ذلك إلا لكون صلته بالله قوية، وإيمانه راسخا، تجد فيه غيرة إيمانية، وشجاعة دينية، وحماسا في سبيل الإيمان والدين، وفيما يلى نبذة إجمالية لمكافحة الفرق الهدّامة الضالة:
١ - فتنة عناية الله المشرقي: وكان المشرقي صاحب لواء حزب خاكساران، وقد كافحه الشيخ كفاحا شديدا، لما رأى سكّان "بشاور" يتأثرون بأكاذيبه ومختلقاته، فناظره، وبَاهَله، وبين للناس دجله، ولما سافر