الناس بفنون، لا يعرفون أسمائها، فضلا عن زيادة على ذلك، وله في حسن التعليم صناعة، لا يقدر عليها غيره، فأنه يجذب إلى محبّته وإلى العمل بالأدلة من طبعه، لم تر العيون مثله في كمالاته، وما وجد الناس أحدا يساويه في مجموع علومه، ولم يكن في الديار الهندية في آخر مدّته له نظير.
وله مصنّفات جليلة، منها:"شرح سلّم العلوم مع المنهيات"، ومنها: حاشية على "مير زاهد رسالة"، ومنها حاشية على "مير زاهد ملا جلال"، ومنها: ثلاث حواش له على "مير زاهد شرح المواقف": القديمة، والجديدة، والأجدّ، ومنها:"العجالة النافعة" في الإلهيات مع منهياته، ومنها: حاشية على "شرح هداية الحكمة" للصدر الشيرازي، ومنها:"فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت"، ومنها:"تكملة شرح تحرير الأصول" لابن الهمام لوالده، ومنها:"تنوير المنار شرح منار الأصول" بالفارسي، ومنها:"الأركان الأربعة" في الفقه، ومنها:"شرح المثنوي المعنوي" وله غير ذلك من الرسائل.
[ومن فوائده]
ما قال في "شرح مسلّم الثبوت" تحت قوله: ولو التزم مذهبا معينا إلخ، فهل يلزم الاستمرار عليه أم لا؟ فقيل: نعم، يجب الاستمرار، ويحرم الانتقال من مذهب إلى آخر، حتى شدّد بعض المتأخّرين المتكلّفين، وقالوا: الحنفي إذا صار شافعيا يعزر، وهذا تشريع من عند أنفسهم، لأن الالتزام لا يخلو عن اعتقاد عليه بالحقية، فلا يترك، قلنا: لا نسلّم ذلك، فإن الشخص قد يلتزم من المتساويين أمرا للتفقّه له في الحال، ودفع الحرج عن نفسه، ولو سلّم، فهذا الاعتقاد لم ينشأ بدليل شرعي، بل هو هوس من هوسات المعتقد، ولا يجب الاستمرار على هوسه، فافهم، وتثبّت.