بعيد، قال خلف: من همّه الدين فـ "الكوفة" إليه قريبة. وقال نصير بن يحيى: قلت لخلف: من الحجّة اليوم؟ قال: الحسن بن زياد، فأعاد السؤال ثلاثًا، فقال: الحسن هو حجّة. وقال محمد بن عثمان الفقيه: قدم الحسن .. بغداد"، فجاءه أبو يوسف، فقال الحسن: هل أحدثت تلميذا؟ قال أبو يوسف: نعم بشرا عن مسألة، فأخطأ، ثم عن ثانية، وثالثة، ورابعة، فأخطأ، فقال الحسن لأبي يوسف: نعمة الخليفة أفسدت، ارجعْ إلى "الكوفة"، ودم على الطعام، الذي عليه كنت بها. يريد ببشر بن الوليد الكندي.
[بعض ما قاله الحسن بن زياد عن أبي حنيفة]
وفي "مناقب الموفق" (١ - ٩٦) قال الحسن بن زياد: "كان أبو حنيفة يروي أربعة آلاف حديث: ألفين لحماد، وألفين لسائر المشيخة"، ولعلّها هي التي انتخبها من أربعين ألف حديث، كانت عنده، كما يذكر عن محمد بن شجاع، وما عنده من صناديق في الحديث محكي في الكتب.
وفي "المناقب" (١ - ١٧٠) سمع الحسن بن زياد أبا حنيفة يقول: كانت ولاة بني أمية لا يدعون بالموالي من الفقهاء للفتيا، وأول من دعا بالموالي فلان (ذكر رجلًا منهم سماه)، قال أبو حنيفة: فدعيت فيمن دعي، فدخلت، فإذا ابن أبي ليلي، وابن شبرمة عنده عن يمينه، وعن شماله، فقال لأحدهما: ما تقول في امرأة تزوجت في عدّتها؟ فقال أحدهما: يفرّق بينهما، ويضرب ضرب النكال، ويجعل مهرها في بيت المال، ولا يجتمعان أبدًا. وقال للآخر، ما تقول؟ فقال: مثل ذلك. قال: فنظر الخليفة إليَّ، فقال: ما تقول يا نعمان؟ فاسترجعت في نفسي، وقلت: أول ما دعيت، وسئلت، وأنا أقول فيها بقول عليّ رضي الله عنه، وبه أدين الله تعالى، فكيف أصنع؟ ثم عزمت أن أصدقه، وأفتيه بالذي أدين الله به، وذلك أن بني أمية كانوا لا يفتون بقول علي رضي الله عنه، ولا يأخذون به.