شَيْء، فَكُلُوا الطَّعَام، وَأَنا أرقد سَاعَة، فرقد على سَرِيره، وَلما أكلنَا الطَّعَام، قَالَ وَاحِد من خُدَّامه: انْظُرُوا، فقد تغير حَال الْمولى، فَنَظَرْنَا، فإذا هُوَ فِي حَالَة النزع، فقرأنا عَلَيْهِ سُورَة يس، فختم، هُوَ مَعَ ختم السُّورَة، روح الله تَعَالَى روحه.
وَلم يسمع لَهُ تصنيف، لأنه كَانَ أكثر ميله إلى جَانب الرياسة.
وَكَانَ أكثر تفكره فِي تَحْصِيلهَا، وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة صَغِيرَة مِمَّا يتعَلَّق بالعلوم الْعَقْلِيَّة، يفهم مِنْهَا أنه ذكي ومدقّق، وَالْمولى الْوَالِد كَانَ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يشْهد بفضله. رَحْمَة الله عَلَيْهِ.
* * *
٥٢٤٤ - الشيخ الفاضل الْمولى محي الدّين، الْمَعْرُوف بإمام قلندر خانه *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَه الله على عُلَمَاء عصره، وَحصل من الْعُلُوم جانبا عَظِيما.
ثمَّ اشْتغل بالتصوف، وَصَحب الشَّيْخ حبيبا القراماني، وَالشَّيْخ ابْن الْوَفَاء، وَالسَّيِّد أحْمَد البُخارِيّ، قدس الله تَعَالَى أسرارهم.
ثمَّ صَار خَطِيبًا، وإماما بِجَامِع قلندرخانه.
وَتُوفّي هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَتِسْعمِائَة.
كان رَحِمَه الله عَالما، عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير والحديث والأصول وَالْفُرُوع.
* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٣٢٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute