للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٢٦ - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين مصطفى بن أحمد، الشهر بِابْن الْوَفَاء *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: وَقد كتب على ظهر بعض كتبه هَكَذَا كتبه الْفَقِير مصطفى بن أحْمَد الصدري القنوي الْمَدْعُو بوفاء.

أخذ التصوّف أولا عَن الشَّيْخ مصلح الدّين الشهير بإمام الدباغين، وَقد مرّ ذكره الشريف، ثمَّ انْتقل بِأَمْر مِنْهُ إلى خدمَة الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الْمَقْدِسِى، وأكمل عِنْده الطَّرِيقَة، وَأَجَازَه للإرشاد.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى جَامعا للعلوم الظَّاهِرَة والباطنة، وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة كلهَا، وكل مَا شرع هُوَ فِيهِ كَانَ لَهُ شَأْن عَظِيم من التَّصَرُّفَات الفائقة.

وَكَانَ عَارِفًا بِعلم الوفق، وَظَهَرت لَهُ ببركته تَصَرُّفَات عَظِيمَة، وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعلم الموسيقى، وَكَانَت لَهُ بلاغة عَظِيمَة فِي الشّعْر والإنشاء، وَكَانَ يخْطب يَوْم الجمُعَة، وَيقْرَأ خطبا بليغة، وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس، ويختار الْخلْوَة على الصُّحْبَة، وَلَا يخرج إلا فِي أوقات معينة.

وَكَانَ يزدحم الأكابر على بَابه، وَلَا يخرج إليهم قبل وقته، وَكَانَ لَا يلْتَفت إلى أرباب الدُّنْيَا، ويؤثر صُحْبَة الْفُقَرَاء، وَقصد السُّلْطَان محمَّد خَان أن يجْتَمع مَعَه، فَلم يرض بذلك، وَقصد السُّلْطَان بايزيد خَان أيضا الِاجْتِمَاع مَعَه، فَلم يرض بذلك أيضا، فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخ حضر السُّلْطَان بايزيد خَان جنَازَته، فَأمر بكشف وَجهه لينْظر وَجهه الْمُبَارك اشتياقا لرُؤْيَته، فَقَالُوا لَهُ: إنه غير مَشْرُوع، فأصرّ على ذَلِك، وكشف عَن وَجهه، فَنظر إليه، فَكَانَ يغلب


* راجع: الشقائق النعمانية ١٤٥، ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>