وكان يأمر كلّا من الطالبين بما يناسبه من وظائف الأذكار، فمنهم من يأمره بالإكثار، ومنهم من يأمره بالمجاهدة والرياضة والعزلة عن الأغيار، ومنهم من يفوّض إلى يده زمام الاختيار، وكان اعتناؤه بالعلماء وطلبة العلوم أكثر، والتفاته إليهم أوفر، وكان كثير الحثّ على طلب العلوم بما شاهد من فشو الجهل وأنواع البدع في العالم، وكان لا يكلّفهم بكثرة الأذكار على وجه يفضي إلى ترك التحصيل، وبنى مدرسة عالية في المدينة المنوّرة بباب البقيع ثلاث طبقات، مشتملة على جميع ما يحتاج إليه من خزانة الكتب، ومحلّ التدريس، ومحلّ اجتماع الإخوان للذكر. انتهى.
له "المقامات السعيدية"، رسالة بالفارسية في حالات أبيه ومقاماته.
توفي ليلة الاثنين لاثنتي عشرة خلون من محرّم سنة إحدى وثلاثمائة وألف، فدفن بـ "البقيع" بجنب قبر والده.
* * *
٥٤٦٢ - الشيخ العالم المحدّث مظهر بن لطف علي بن محمد حَسَن الصدّيقي النانوتوي *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المبرّزين في الفقه والحديث.
ولد، ونشأ بـ "نانوته" قرية من أعمال "سهارنبور".
وسافر للعلم إلى "دهلي"، فقرأ على مولانا مملوك العلي النانوتوي، وعلى الشيخ صدر الدين الدهلوي، والشيخ رشيد الدين، وقرأ بعض كتب