إن مؤلفات الشيخ رحمه الله كلها في العربية الفصحى بعبارة زائقة، وأسلوب بديع ما يجلب الأنظار، ويدهش النظّار، ومن خصوصياته أنه ما يسرد عبارات المؤلفين كدأب علماء زماننا، بل يلخص كلامهم في عبارته، بحيث تؤدّي مرادهم بعبارة فصيحة وقليلة، بحيث لا يفوت من كلامهم شئ. وكان يقول الكتابة العربية أسهل عليَّ من الفارسية، والفارسية أسهل من الأردية، والأردية أسهل عليّ من بشتو، اللغة المحلية الرائجة في "بشاور"، وكان معظم ما كان يكتبه يكتبه ارتجالا، بحيث لا يجد فرصة لإعادة النظر عليه، كما قد رأيته بعينيّ مرارا، وشاهدت ذلك أثناء طبع المجلد السادس من "معارف السنن"، فكان يكتب ما يكتب، ونرسله إلى المطبعة بدون أن يراه مرة أخرى. وفيما يلى عرض لمؤلفاته القيمة عرضا سريعا بإشارات وتلميحات إلى خصائصها، بدون إرسال في الكلام أو تطويل في الموضوع:
١ - "بغية الأريب في مسائل القبلة والمحاريب"، المطبوعة بـ"القاهرة" سنة ٣٥٧ هـ، كتبه ردا على زعم عناية الله المشرقي الفاسد أن قبلة الديار الهندية غير صحيحة، والصلاة إلى هذه الجهة فاسدة، وأثبت بالحجج والبراهين أن جهة القبلة بالديار الهندية صحيحة، ومنشأ خطأ المشرقي عدم علمه ومعرفته بهذا العلم، وهذا كتاب وحيد في بابه، وفرد في ميدانه، لا نظير له في هذا الموضوع.
٢ - "نفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ محمد أنور" المطبوعة بـ"دهلى" سنة ١٣٥٣ هـ، وقد طبعها المجلس العلمى بـ "كراتشي" سنة ١٣٨٩ هـ، الموافق ١٩٦٩ م، والكتاب في ثلاثمائة وست وأربعين صفحة بالقطع المتوسط، وهذا كتاب في ذكرى حياة شيخه العلمية ومناقبه وفضائله،