وصنّف "آثار السنن"، وهو كتاب نادر غريب، ثم علّق عليه تعليقا حسنا، سمّاه "التعليق الحسن على آثار السنن"، ثم علّق هذا التعليق تعليقا، سمّاه بـ "تعليق التعليق"، وكلّ ذلك من أول أبواب الطهارة إلى آخر أبواب الصلاة. أوله: نحمدك يا من جعل صدورنا مشكاة لمصابيح الأنوار، ونوّر قلوبنا بنور معرفة معاني الآثار، إلخ.
قال في خطبة الكتاب: إن هذه نبذة من الأحاديث والآثار، وجملة من الروايات والأخبار، انتخبتُها من الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد، وعزوتُها إلى من أخرجها، وأعرضتُ عن الإطالة بذكر الأسانيد، وبيّنتُ أحوال الروايات التي ليست في الصحيحين بالطريقة الحسن. انتهى. انظر: نزهة الخواطر ٨: ٢٢٢، ٢٢٣.
[عمدة العناقيد من حدائق بعض الأسانيد]
الحمد لله الواحد الصمد، الذي به يستعان، وبه يستمد، والصّلاة والسّلام على نبيّه السيّد المسند، وعلى آله وأصحابه، الذين هم الثبت، ومن به يستند.
أما بعد! فيقول الراجي رحمة الله القويّ الخادم للحديث النبوي محمد بن علي النيموي المكنى بأبي الخير، المدعو بظهير أحسن، صانه الله تعالى عن الشرور والفتن: إني أرسلتُ بعض الأجزاء المطبوعة من "آثار السنن"، الذي هو من أحسن تأليفاتي في الحديث، وعمدة الكتب في هذا الفنّ في شهر شعبان المعظّم سنة ١٣١٨ هـ الثامن عشر وثلاث عشرة ومائة من هجرة النبيّ المكرّم صلى الله عليه وسلّم، إلى المحدّث العلامة الفقيه الفهّامة الشيخ الأجلّ والصوفي الأكمل ذي المناقب والمفاخر مولانا الشاه محمد عبد الحق المكّي المهاجر، وطلبتُ منه الإجازة، لتكون لي وسيلة المفازة، فلمّا أهلّ هلال شهر شوّال المكرّم تشرّفت ذات ليلة في المنام برؤية النبي صلى الله