للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الرابع في ما كان عليه أبو حنيفة من وفور العقل، والفِطنة، والذكاء المفرط، والتلطف في الجواب، وبره لوالديه:

روى الخطيبُ (١) بسنده، عن يحيى بن نصر، قال: كان أبو حنيفة يفضل أبا بكر وعمر، ويحبّ عليًا وعثمان، وكان يؤمن بالأقدار، ولا يتكلّم في القدر، وكان يمسح على الخفّين، وكان من أعلم الناس في زمانه وأتقاهم.

وعن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، أنه قال: من قال: القرآن مخلوق فهو مبتدع، فلا يقولنَّ أحدٌ بقوله، ولا يصلينَّ أحدٌ خلفه.

وروي (٢) أن ابن المبارك قدم على أبى حنيفة، فقال له أبو حنيفة: ما هذا الذي دبَّ فيكم؟ قال له: رجل يقال له: جهم.

قال: وما يقول؟ قال: يقول القرآن مخلوق.

فقال أبو حنيفة: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (٣).

وكان معلّى بن منصور الرازي، يقول: ما تكلّم أبو حنيفة، ولا أبو يوسف، ولا زفر، ولا محمد، ولا أحد من أصحابهم في القرآن، وإنما تكلم بشر المريسي، وابن أبي داود.

وعن ابن المبارك (٤): قلتُ لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعتُه يغتاب عدوا له قط.

قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها.


(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٨٣.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٧٧، ١٧٨.
(٣) سورة الكهف ٥.
(٤) تاريخ بغداد ١٣: ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>