وأخذ عن الصدر الياسوفي، ثم انحرف عن طريقته، وحطّ على ابن تيمية، وبالغ في ذلك، وتلقّى ذلك عنه الطلبة بـ "دمشق"، وثارت بسبب ذلك فتن كثيرة، وكان يميل إلى التقشّف، ويبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وللناس فيه اعتقاد زائد، ولخّص مهمّات في مجلّد، وكتب على التنبيه.
قال القاضي تقي الدين الأسدي: كان خفيف الروح، منبسطا، له نوادر، ويخرج إلى النزه، ويبعث الطلبة على ذلك مع الدين المتين، والتحرّي في أقواله وأفعاله، وتزوّج عدّة نساء، ثم انقطع، وتقشّف، وتجمّع، كلّ ذلك قبل القرن، ثم ازداد بعد الفتنة تقشّفه وانجماعه، وكثرت مع ذلك.
وتوفي بخلوته بجامع المزار بـ "الشاغور" بعد مغرب ليلة الأربعاء خامس عشر جمادى الأخرى، وصلي عليه بالمصلّى، صلّى عليه ابن أخيه، ثم صلّي عليه ثانيا عند جامع كريم الدين، ودفن بالقبيبات في أطراف العمارة على حادة الطريق عند والدته، وحضر جنازته عالم لا يحصيهم إلا الله، مع بعد المسافة، وعدم علم أكثر الناس بوفاته، وازدحموا على حمله للتبرّك به، وصلّى عليه أمم ممن فاتتْه الصلاة على قبره، ورؤيتْ له منامات صالحة في حياته، وبعد موته.
وذكر في "هدية العارفين"، ومن مصنّفاته: شرح "الهداية" للمَرْغيناني في فرع الحنفية.
توفي في سنة تسع وعشرين وثمانمائة.
* * *
١١٧٨ - الشيخ الفاضل بكر بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد