للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم لما نوّر اللَّه تعالى عين بصيرته، وطهر من دنس المناصب فؤاد سريرته، ورأى أن الدنيا لا بقاء لها، ولا وثوق بها، وأن الأخرى هى دار البقاء، وأن سعادتها نعم السعادة وشقاها بئس الشقاء، ترك الفاني، واختار الباقي، وأقبل على اللَّه تعالى إقبال عالم بما أحبّ واختار، وتارك لما يقرب من عذاب النار.

وعزم على الإقامة بـ "الديار المصرية"، أو المجاورة بالأقطار الحجازية، إلى آخر عمره، أو إلى انقطاع نصيبه، وأن يطلب من فضل اللَّه تعالى، ثم من حضرة السلطان نصره اللَّه تعالى، أن يعين له من بيت المال ما يكفيه هو ومن معه من العيال، فعيّنوا له من الدراهم ومن الغلال.

وله الآن بـ "الديار المصرية" خمس سنين مقيمًا بها (١)، لا يظعن عنها شتاءً ولا صيفًا، وسائر أهاليها يتردّدون إليه، ويلازمون بابه، ويمدحون حجابه، وغالب أفاضلها يذاكرونه، ويذاكرهم، ويستفيدون منه، ويستفيد منهم، ومنهم من يقرأ عليه، ومنهم من ينتفع بماله وجاهه، ويشير بأنامل الثناء إليه، وهو الآن إنسان عين "الديار المصرية"، لا يتقدّم عليه أحد، ولا يوازيه.

* * *

١٥٦٩ - الشيخ الفاضل الحسين بن زياد بن محمد البدر الفَيُّومي الأزهري نزيل خانقاه "شيخو" *.


(١) سقط "وأربعي" من بعض النسخ، وهو في الضوء اللامع.
* راجع: الطبقات السنية ٣: ١٣٤.
وترجمته في الضوء اللامع ٣: ١٣٣، وفيه: "حسن بن زيادة".

<<  <  ج: ص:  >  >>