الدين الصابوني، فهذا شيء لا يبلغ من قدري أن أكون ذرة رمل أو تراب في جنب أبي حنيفة، من أبو حنيفة؟ أبو حنفية رحمة من رحمات الله عزّ وجلّ، أهداها الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة، كما أهدى الإمام مالكا، والإمام أحمد، والإمام الشافعي رضى الله عنهم، والإمام ابن جرير، فهؤلاء الأئمة، فإن صلحت أن أكون رملة صغيرة في جنب هؤلاء فهذا وسام عظيم وفضل كريم، لا أستطيع الشكر عليه، فأعتذر عن مثل هذه الكلمات، التي وجهت في جنب الحديث عني، فإنها لا تستطيع نفسي سماعها ولا قبولها، وإن صدرت من أخ محبّ صادق في نية حسنة، ولكن الحق أحقّ أن يتبع. اهـ.
وكانت له نظرة في الرجال وفراسة، فما رأيتُه وصف شخصا بوصف أو مدح أو قدح إلا وجدتُه فيه، ولو بعد حين.
وكذا نظرته في الأمور تجدها مسدّدة ولو بعد حين، وظنّي أنه مسدّد بتقواه وعقله، كما كان يصف الإمام حسن البنا، رحم الله الجميع.
كان محبّبا إلى زوجه وأولاده وأحفاده، موجّها مربّيا لهم باللطف والذوق والحكمة والحُنكة، فما رحل عنهم إلا وهو عزيز وغال يودون لو يفدونه بأرواحهم وأولادهم وأموالهم.
هذا حال كثير من محبّيه، الذين بكوه بكاء الشّكالي في أنحاء المعمورة.
أسُكّان بطن الأرض لو يقبل الفِدَى … فدينا وأعطينا بكم ساكن الظَّهر!
فهو كما يقال مجمع الفضائل، ويصدق عليه قول القائل:
وتوجز في قارورة العطر روضة … ويوجز في كأس الرحيق كروم
[كتبه ومشاركاته العلمية]
صدر لوالدي رحمه الله ٦٧ كتابا ما بين مؤلّف ومحقّق، وما بين صغير وكبير، وغلاف ومجلّد، ولن أطوّل المقام بذكرها كلّها، فهي معروفة لدى طلاب العلم، ومحبي الشيخ، وهي مذكورة في آخر كلّ كتاب من كتبه رحمه