وأقطعت له فيها عدة قرى، انتزعتها من أيدى أولاده الحكومات المتعاقبة، وحضرة الشيخ النانوتوي لم يكن له أخ، وله أخت في "ديوبند" لا زالت على قيد الحياة، كما لم يكن والده أو جدّ أخ، وقد ولد لحضرة الشيخ أخ مات صبيا، وعمّه مات شابا، ولجدّه أخ استشهد شابا في بعض الحروب، وأخوته من فوقه لم يخلفوا ذكورا، وإن كان لهم ذرية في "دكن"، فكان حضرة الشيخ وحيدا فريدا طوال أربعة أجيال.
[خصاله وصفاته]
وحضرة الشيخ منذ نعومة أظفاره ذكيّ، مفرط الذكاء، عالي الهمّة، ماضي العزيمة، وصارمها جلد صبور مقدام نشيط داه، يفوق زملاءه في الكتاب، وأولهم جمعا للقرآن، وأجودهم خطّا، مائل إلى الإنشاد، ميلا عظيما، قرض بعض ألعابه وقصصه ونسخ عدّة كتيبات.
[اجتماعه بالحاج الشيخ إمداد الله]
وبحكم العلاقة التي تربطه بالشيخ إمداد الله نسبا فقد كان له خؤولة في أسرتنا وأخته متزوّجة فيها كان يختلف كثيرا إلى "نانوته"، فيدخل عليه، فيبدى له حبّه البالغ، وإخلاصه تجاهه، وتلقّينا جميعا تجليد الكتب من الشيخ إمداد الله، وجلدنا ما نسخناه من الكتب بأيدينا.
وشهد وطننا كارثة، حيث تبني الشيخ تفضل حسين التشيّع، وهو يشاركنا في العقارات، فاختلف مع الشيخ غلام شاه جدّ حضرة الشيخ، فأصاب الشيخ فصيح الدين خال حضرة الشيخ تفضّل حسين بجراحات، قضت على حياته، ورغم أن القضية مرّت بسلام، ولم يصدر الحاكم عقوبة على أحد، إلا أن الخصومة اشتدّت وطأتها من ذى قبل، وخيف على حضرة الشيخ الشرّ من أعدائه، فوجه إلى "ديوبند" حيث كان الشيخ مهتاب علي اتخذ من بيته كتابا، يقرأ فيه نهال أحمد على الشيخ كرامت حسين، فبدأ