وتَشَاوروا مجتمعين، وقرّروا أن أذهب إليه، وأسترضيه، وأعتذر إليه من قبل الطلَّاب جميعا، ودخلت عليه، وقدّمت إليه اعتذارهم، فقبلها برضا القلب، وحضر الجامعة من ساعته، وبدأ التدريس، ونظرا لعناية المشيخة الزائدة بي، كان الأساتذة يحمّلونني مسؤولية العمل على احتواء الخلافات كانت تحدث أحيانا بين المشايخ.
[عمله أستاذا ونائب رئيس ثم رئيسا للجامعة]
وبعد تخرّجه من دار العلوم ديوبند عيّن أستاذا فيها، فدرّس كتب شتى العلوم والفنون عن جدارة وأهلية، بما فيها كتب الفقه والمنطق والفلسفة والصرف والنحو والبلاغة والحديث والتفسير وكتاب أسرار الشريعة الإسلامية وحقائقها "حجّة الله البالغة" للإمام ولي الله الدهلوي المتوفى ١١٧٦ هـ. ورغم توليه بعدئذ رياسة الجامعة لمدّة نحو ستين عاما ظلّ يقوم بالتدريس، ولا سيّما لكتاب "حجّة الله البالغة".
وقد شهد تاريخ الجامعة أنه قام بإدارتها بشكل يفوق الوصف، ويرجع ذلك إلى ما كان يتصف به رحمه الله تعالى، بجانب العراقة والشرف في النسب الديني والطيني من قدرة على الإدارة، والعمل الجماعي الذي يتطلّب مرونة وحزما في بصيرة، وفوق ذلك، وقبل ذلك علما في فهم وتعمّق وأهلية في ذكاء ودين، يؤهّله لرياسة أكبر جامعة إسلامية ومعقل ديني ومركز إشعاع إسلامي في شبه القارة الهندية، وصدق أعضاء مجلس شورى الجامعة، الذين أبدوا انطباعاتهم عنه لدى تعيينهم إياه رئيسا مستقلا في ٢١ شوّال ١٣٤٨ هـ.
قد قمنا نحن جميع أعضاء مجلس شورى الجامعة بدراسة تقييم شاملة متعمّقة لجميع أقسام الجامعة في الفترة ما بين ١٨ شوّال ١٣٤٨ هـ و ٢١ شوَّال ١٣٤٨ هـ، واتخذنا ما رأيناه من قرارات دونما مجاملة في شأن الأمور، التي كان رئيس الجامعة الشيخ محمد طيّب قد طرحها للمناقشة والدراسة.