ولد، ونشأ ببلدة "نارنول"، وقرأ العلم على الشيخ حسين بن خالد الناكوري، والشيخ بايزيد بن قيام الدين الأجميري، ولازمهما مدّة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حسين المذكور، وتصدّر للتدريس، وهو ابن ثماني عشرة سنة، وراح إلى "أجمير"، واعتكف على قبر الشيخ معين الدين حسن السجزي، وأقام بها نحو اثنتين وسبعين سنة، ولما تسلّط رانا سانكا عظيم الهنادك على بلدة "أجمير"، وقتل المسلمين، ونهب أموالهم خرج من تلك البلدة يوم الاثنين سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، فرحل إلى "نارنول"، ومكث بها زمانا، ثم سار إلى "ناكور"، ومات بها.
وكان فاضلا، تقيّا، متورّعا، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ولا يخاف في الله سبحانه أحدا.
وكان يقوم في جوف الليل، ويشتغل بالذكر والمراقبة والتهجّد، ولا يتكلّم إلى الضحى، ثم يشتغل بالدرس، ويدرّس إلى الظهر، ثم يشتغل بأوراده المرتبة إلى العصر، ثم يدرّس، ويذاكر في "مدارك التنزيل" في التفسير على طريق الوعظ والتذكير.
وتغلب عليه الرقّة والبكاء، فيتكيف الناس بحالته، وكانتْ مذاكرة "المدارك" مأثورة عن مشايخه.
توفي لخمس بقين من صفر سنة سبع وعشرين وتسعمائة، ذكره الشيخ عبد الحق في "أخبار الأخيار".
قلت: ذكر العلامة عبد الحق الدهلوي رحمه الله تعالى في كتابه "أخبار الأخيار" أنه ولد سنة ٨٣٢ هـ.