ينتطح فيها عنزان من غير مدافع ومزاحم، بحيث لا يفري فريه، ولا يباري عبقريه، وحقا أنه لا يناضل، ولا يباري، ولا يساجل، ولا يجاري، ولو سردنا نماذج من جميعها لطال بنا الخطب، وأعيانا الحصر، ولا تسع المجال، وضاق نطاق البيان.
[وفاته]
وقد سافر إلى الديار الآخرة هذا المجاهد العظيم، وكان في سفر إلى "إسلام آباد" للحضور في المجلس الإسلامي الاستشاري، الذي كان فيه عضوا فعَّالا بارزا، قد اشترك في بعض اجتماعاته، ثم أصابته النوبة القلبية، ونقل إلى المستشفى العسكري، وعادت النوبة مرة أخرى، فانتقل إلى جوار ربه ورحمته، الذي كان منتظرا له من زمان، ذلك يوم الاثنين، الثالث من ذي القعدة الحرام سنة ١٣٩٧ هـ، الموافق ١٧ الأكتوبر ١٩٧٧ م، ونقل جثمانه إلى "كراتشي"، واشترك في جنازته جمع حاشد، لم ير له أهالي "كراتشى" نظيرا، ودفن في رحاب جامعته، التي هي من أكبر آثاره الخالدة، فرحمه الله رحمة واسعة، وأفاض عليه شآبيب رحمته، وأسكنه جنة الفردوس، وتغمّد بعفوه وغفرانه، وأختم هذه المقدمة على أبيات له رحمه الله في رثاء شيخه إمام العصر الكشميري رحمه الله تعالى، فقال:
يا رب أنزل عليه صوب غادية … متى تغرد في الأشجار كعتان
وعلى مضجعه من مزن مرحمته … متى تميس على القامات أغصان
واجعله بزلع في الجنات عالية … حتى تيسر إرضاء ورضوان