للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ أن يستمع لما كنت أدرسه من الأبواب الصرفية في "الميزان" وتعليلاتها، وقد تعودنا المناقشة في الأبواب الصرفية والأعاريب في كلّ ليلة من ليالي الجمعة، حيث تكون عطلة أسبوعية.

[تفوقه على الطلاب]

وظلّ حضرة الشيخ طالبا فائقا في زملائه، وكانوا يجتمعون في تلك الأيام في مسجد الشيخ نوازش علي بحوار بيتنا، فيتباحثون، ويتذاكرون، ويتناقشون، ولما جاء الدور على حضرة الشيخ بزّهم وعزّهم في الخطاب، وظلّ يغلبهم في كل ما يجرى من مباحثات ومحادثات علمية. من الطريف أن أحدنا إذا رآى نفسه ينهزم استنصره أو تقدم هو إليه يشدّ أزره، ثم مضى في دراسته لا يلوي على شيء، ولا يشقّ غباره أحد، درس أصعب الكتب في العلوم العقلية أمثال: "مير زاهد"، و"قاضي مبارك"، و"شمس بازغة"، وضبطها ضبط جامع القرآن منازله، وأحيانا يقرأ عباراتها، ويمرّ عليها مرّ الكرام دون حاجة إلى ترجمته، وقد عاب ذلك عليه بعض تلاميذ والدي، وقالوا له: يا شيخنا يبدو أنه لا يدرك ما يقرأ، فيجيب الوالد قائلا: لا يسع الطالب أن يستمرّ في قراءته، وأنا أستمع له، دون أن يفهمه، ويدركه إدراكا. أجل! إن المضي في القراءة والوالد يسمتع من الصعوبة بمكان إذ كان يفطن لمدى فهم الطالب الكتاب بمجرّد استماعه لقراءته، ومثله الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، فقد كان هو وحضرة الشيخ زميلين في الدراسة، يتبادلان الحبّ، حتى حدّثا عن الشيخ عبد الغني كما بايعا جميعا الشيخ إمداد الله حينئذ، وسلكا مسلكه في الإرشاد.

وألحق والدي حضرة الشيخ بالمدرسة العربية الرسمية، وقال لمدرس العلم الرياضي: لا يهمّك من شأن الطالب، فإليّ تعليمه وإعداده، وقال لحضرة الشيخ: عليك بـ "الأقليدس"، وقواعد الحساب، تمرّن عليها أياما، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>