للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خيال القلب، والتميّز تجاربه وفعله، فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا فتح عينه وقلبه، وشرح لسانه، وسمع أذنه، وإذا أراد الله بعبد شرا ختم على سمعه وبصره، ومنعه عن إدراكاته، وذلك المنع مرض روحاني، يكون صداع القلب منه، ومهما زاد تولّدت الغفلة، والغفلة للقلب بمنزلة الصرع، وغلبة الظنون الفاسدة مثل الماليخوليا للرأس، فإن الرأس إذا يبتلي به يتخبّط أعماله، والقلب إذا انفعل بالظنون الفاسدة تظهر فيه تخبّطات كثيرة، ويصير كالمجنون المتحيّر الممنوع من معرفة الله تعالى وحسن الظنّ به، وامتلئ القلب بفضول الطمع، والطمع به يورث الاستسقاء في القلب، حتى أنه يروي من المال والجاه، والدخان، الغفلة يورث عمى البصيرة، فإن البصيرة تظلم، ويقلّ نورها بدخان الهوى، كما يظلم البصر ببخار الهواء في عالم الدنيا انتهى.

وكانت وفاته في سنة أربع بعد الألف، كما في "كلزار أبرار".

* * *

٢٣٨١ - الشيخ الفاضل طاهر بن محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله، أبو المكارم *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال ابن النَّجَّار: حَنَفِيُّ المذهب، قدم علينا "بغداد" طالبا للحجّ، في سنة ثلاث وستين (١)، فَحَجَّ، وعاد، وأقام بـ "بغداد" مُدَّة يتفَقَّه، ويَسْمع.


* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ١٠٨. وترجمته في الجواهر المضية برقم ٦٦٨.
(١) أي: وخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>