علميًا ودعويًا، كما أنَّه شاهد من كَثَب معظمَ بلاد العالم وما يدور فيها سياسيًا واقتصاديًا، وثقافيًا، وأطلَّ عليها تاريخيًا.
وقد جاد قلمُه بتسجيل مشاهداته وانطباعاته التي تضمَّنتها رحلاتُه، وأنت إذ تقرؤها فإنَّك واجدٌ فيها شعورًا إنسانيًا فيَّاضًا، وأسلوبًا أدبيًا متينًا، وميلًا من صاحبها إلى اقتناص الأمور الغربية، كما تشعر أن الرَّحالة لم يمتنع من أن يمتِّع ناظرَيه بمظاهر الجمال الطبيعي، وأن يزور الأمكنة التَّاريخية، والمآثر المشتهرة، وهو لا يقف على هذه الأخيرة وقوف سائح عادي، بل يقف ليسرد عليك كلّ ما يتعلَّق بها من الوقائع التَّاريخية، ويحيلك على المصادر الموثوقة، فمذكّراته - كما وصفها - جملةٌ من الدِّراسات الجغرافية والتاريخية، وليست مجرَّد رحلةٍ شخصيَّة.
والشَّيخ لا ينسى مع ذكر كلِّ هذه المناظر مهمَّته الأساسية وهي الدَّعوة، فيستغلُّ كلّ سانحهٍ لأداء هذه المهمَّة، بل يقدِّم الدَّعوة في كثير من المواقع على البرنامج المحدّد إن رأى ما يدعو لذلك.
وقد نشر مذكّرات أسفاره في (البلاغ)، ثم جمع جزءًا منها في مجموعةٍ مستقلَّة، وطُبعت بعنوان "جهان ديده" أي العالم المشاهَد.
[المناصب التي تولاها]
مع أن الشَّيخ حفظه الله يتجنب تولي المسؤوليات المتعلقة بالتَّنسيق، ونظم الإدارة، رغبةً عنها وحرصًا على توفير أوقاته للمشاغل العلمية، فقد أدَّت به الأوضاعُ إلى تولِّي جملة من المسؤوليَّات الجليلة والمناصب المحترفة في إدارات حكومية وغير حكومية، أذكر منها:
المناصب الحالية:
١ - عضو مجلس النَّقض والتَّمييز الشَّرعي في المحكمة العليا ببكستان منذ سنة ١٤٠٢ هـ.
٢ - نائب رئيس جامعة دار العلوم بكراتشي منذ سنة ١٣٩٦ هـ.