للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٢٨ - الشيخ الفاضل محمد بن علي بن عمر بن محمد، المشهور بابن القاري الدمشقي *

ذكره الإمام محمد أمين المحبي الحنفي في كتابه القيم "خلاصة الأثر"، وقال: تقدّم جدّه عمر وابنه حسين، وكان محمد هذا فاضلًا نبيلًا، شاعرًا لطيفًا، حسن المحاضرة، جيد الخط، له كرم أخلاق وطلاقة وجه، وكان مائلًا إلى الصلف والفخامة.

ويروى عنه أنه كان كثيرًا ما يلهج بقول بعض الكبراء أنظر يمينًا، فلا أرى قرينًا وشمالًا، فلم أجد مثالًا.

قرأ على جدّه وعلى المفتي فضل الله بن عيسى البوسنوي، وأخذ العربية عن الشرف الدمشقي، وتفقه بالشيخ عبد اللطيف الجالقي، وأخذ الحديث عن أبي العباس المقري، ولازم من المولى عبد الله بن محمود العباسي المقدم ذكره، وفرغ له جدّه عن المدرسة الشامية الجوانية، فدرس بها برتبة الداخل، وولى قضاء الحج في سنة إحدى وخمسين وألف، وسافر إلى "الروم"، ونال جاها وحرمة بين أقرانه، وكان ينظم الشعر، ورأيت هذين البيتين بخط بعض أصحابه منسوبين إليه، وهما:

خلت العيون الراميات بأسهم … يجرحن قلبًا بالعباد معذبا

فاعجب للحظ قاتل عشاقه … في حالتيه إذا مضى وإذا نبا

وهو معنى لطيف، وأصله قول ابن الرومي:

نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها … ثم انثنت عنه فكاد يهيم

ويلاي إن نظرت وإن هي أعرضت … وقع السهام ونزعهن أليم


* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٤: ٥٤. ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>