"برهانبور" سخط عليه، لأنه لم يحضر عنده، فقطع الوظيفة المعهودة للمدرسة، فشفع له محمد أنور المذكور، وأخذ الإجازة منه لإجراء الوظيفة، فطلب نوابه خاتم غلام محمد، ليثبتوه على سجل الوصول حسب جري العادة، ولما لم يكن له خاتم، استصنع تلميذه محمد فاضل، وجاء به، فكسره، وقال: إني خامل، لا أحتاج إلى الخاتم.
ثم رخّص ابنه ولي الله إلى الحرمين الشريفين، وأوصى في مرض موته أن يحملوا أثقاله إلى "سورت"، ومات بمدينة "برهانبور".
قال الحاج رفيع الدين المراد آبادي في كتابه في "أخبار الحرمين الشريفين": إنه كان علما مفردا في التجويد والقراءة، متبحّرا في العلوم والفنون، استفاض عن الشميخ عبد الرزاق الحسيني البانسوي فيوضا كثيرة، وأقام بـ "مراد آباد" زمانا.
ثم رحل إلى "برهانبور"، وصرف عمره في نشر العلوم.
أخذ عنه خلق كثير، وكان مع تبحّره في العلوم، واشتغاله بالدرس والإفادة والقبول العظيم من الناس، يشتغل بالحياكة، ويسترزق بها. انتهى.
مات في سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في "الحديقة".
* * *
٣٨٤٢ - الشيخ الفاضل مولانا غلام محي الدين بن نور حيات البكوي *
ولد في شهر محرّم الحرام سنة ١٢٠٣ هـ.
وكان أبوه عالما جليلا، عابدا صائم الدهر وقائم الليل.
* راجع: تذكره علماء أهل السنة والجماعة، بنجاب ٢: ٢٠ - ٣٥.