قرأ -رحمه الله تعالى- على علماء عصره، منهم: المولى محى الدين العجمي، ثم سلك مسلك التصوّف، ولم يثبتْ عليه لغلبة التلوّن على طبعه، ثم صار مدرّسا بمدرسة بايزيد باشا بمدينة "بروسه"، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة سريحصار".
ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة آق شهر"، ثم صار مدرّسا بـ "مدرسة أماسيه"، ثم ترك التدريس، وعيّن له كلّ يوم ثلاثون درهما بطريق التقاعد، وتوطّن بموضع قريب من "قسطنطينية" قريب من البحر، وبنى هناك مدرسة، وحجرة، ومسجدا جامعا هناك، وحمّاما، وقف الحمّام على ذلك المسجد، وكان يصلّي صلاة الخمس بالمسجد، ثم ارتحل إلى "مكّة المشرّفة"، وجاور بها إلي أن مات.
كان -رحمه الله- عالما، عاملا، سليم الطبع، حسن العقيدة، محبّا للخير، وكان لذيذ الصحبة، حسن المحاورة، لطيف النادرة، طارحا للتكلّفات العادية، ولهذا كان يلقّب بالمجنون، وكان له حظّ من الإنشاء وكان ينظم الأشعار التركية نظما سلسا لطيفا، إلا أنه كان متلوّن الطبع، ولهذا لم يحصل الحشمة عند الناس، -روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه-.