ومعارفه، ثم زيّنه بالحواشي، وسماه بـ "البدر الساري إلى فيض الباري"، طبع هذا الكتاب في أربع مجلّدات ضخمة، تلقّاه المحدّثون بالقبول، ورغب فيه علماء العرب والعجم، وانتفع به خلق كثير، ومنها "مستزاد الحقير" حاشية على كتاب ابن الهمام "زاد الفقير"، وهو كتاب، جمع فيه الشيخ ابن الهمام مسائل أبواب الطهارة والصلاة، فالشيخ بدر عالم كتب عليه الحواشى المفيدة، ومنها "جواهر الحكم"، انتخب فيه أربعين حديثا من الأحاديث النبوية، على صاحبها ألف ألف صلاة وتحية، ترشد الناس هذه الأحاديث إلى تزكية النفس وإصلاح الباطن، وتبين لهم أن كمال الفلاح منحصرة فيه، ومنها:"نزول عيسى" عليه السلام، أثبت فيه في ضوء الكتاب والسنة أن عيسى لم يمت يقينا، بل رفعه الله إليه، وهو ينزل في قرب القيامة، وهذا الكتاب جزء من كتابه "ترجمان السّنة"، وله مؤلّفات أخرى.
لم يزل رحمه الله يفيد، ويصنّف، ويخدم الدين الحنيف إلى آخر حياته، مع أنه قد لحقه أمراض في آخر عمره، وانقطعت إصبعه المسبّحة في حادثة اصطدام السيّارة، فكان يكتب بالأصابع الأخرى، وطورا كان يملي على بعض خدّامه، فكانوا يكتبون ما يلقي عليهم.
كان مريضا قبل وفاته بأربع سنين، واشتدّ المرض في الشهرين الأخيرين من عمره، ووافاه الأجل في خامس رجب ١٣٨٥ هـ، وذلك في ليلة الجمعة الغرّاء، وصلى عليه جمع كبير بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم، ودفن بـ "بقيع الغرقد" في أقدام أمّهات المؤمنين، رضي الله تعالى عنهن، وكان رحمه الله يجد الرائحة العاطرة في آخر حياته، والحاضرون لا يجدونها، وذلك من رائحة الجنة التي أعدّها الله لعباده الصالحين المخلصين.