الْعرَاق قريب من الْمَوت من شدَّة الْعَطش، فَقَالَ الشَّيْخ إلى رَحمَه الله تَعَالَى: فكرروا عَلَيْهِ القَوْل، فَلم يَأْذَن فِي سقيه، وَقَالَ: صبّوا على رَأسه الماء، فَفَعَلُوا ذَلِك، فَقَامَ على ضعف ودهشة، وَلم يمض على ذَلِك أيام إلا وَقد انْفَتح عَلَيْهِ الطَّرِيق، وَوصل إلى مَا يتمناه.
وَكَانَ عَالما زاهدا، صَاحب تقوي، وجاور مُدّة عمره بعد وَفَاة شَيْخه بِمَدِينَة الرَّسُول، صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ مَاتَ، وَدفن بها قدّس سرّه.
* * *
٤٩٦٤ - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد، الشهير بِابْن الْكَاتِب *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من خلفاء الشَّيْخ الحاج بيرام قدّس الله سرّه، وتوطَّن فِي مَدِينَهَ "كليبولي"، مُتَوَجّها إلى الحْق، مُنْقَطِعًا عَن الخْلق.
ونظم كتابا بالتركية، سمَّاهُ بـ "المحمدية"، ذكر فِيهِ من مبدأ الْعَالم إلى وَفَاة نَبينَا محمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأورد فِيهِ مَا ذكر فِي التفاسير والأحاديث والآثار الصَّحِيحَة.
وَرُبمَا يمزجه بمعارف الصُّوفِيَّة، وَهُوَ كتاب حسن، يعْتَمد عَلَيْهِ فِي نَقله، وَله شرح لـ "فصوص ابْن الْعَرِبيّ" شَرحه على سَبِيل الإجمال، وَلم يتَعَرَّض لتأويل مشكلاته.
وَله كرامات ظَاهِرَة وباطنة، تعرف أحواله من كِتَابه الْمَزْبُور، وقبره بِالْمَدِينَةِ المزبورة، نور الله تَعَالَى مضجعه.