ومخابرات، ثم عزم على التوجّه إلى "مكّة" ملجأ العالمين، ومثابة المسلمين، فسافر من "إستنبول" في الثالث والعشرين من ذي الحجّة ١٣٤٢ هـ بالباخرة عن طريق "إيطالية"، وألقى رحله في جوار البيت، ومكث نحو خمس عشرة سنة.
[التدريس في أم القرى]
واشتغل زمانا بالتدريس في المسجد الحرام، فقرأ عليه جمع كثير "موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد"، و"الرسالة" للإمام الشافعي، وأطرافا من "كتاب الأم" للإمام الشافعي، و"المسوّى من أحاديث الموطأ"، و"الفوز الكبير في أصول التفسير"، و"حجة اللَّه البالغة" الثلاثة للإمام ولي اللَّه الدهلوي، و"أصول الفقه" للإمام محمد إسماعيل الشهيد الدهلوي، و"شرح النخبة" للحافط ابن حجر، وما يتعلق بأصول الحديث من "مقدّمة الإمام مسلم"، و"كتاب العلل" من "جامع الترمذي"، و"رسالة الإمام أبي داود". وقرؤوا عليه خارج المسجد الحرام "حجة اللَّه البالغة"، وأطرافا من "إزالة الخفاء"، و"رسالة مذهب عمر بن الخطاب"، و"الفوز الكبير"، وأطرافا من "فتح الرحمن"، و"فيض الحرمين"، وغيرها من مؤلّفات الإمام ولي اللَّه، و"رسائل الإمام عبد العزيز الدهلوي"، وأطرافا من "تكميل الأذهان" للشيخ رفيع الدين الدهلوي، و"الصراط المستقيم"، و"منصب الإمام"، و"العبقات"، و"أصول الفقه"، و"تقوية الإيمان" الخمسة للإمام محمد إسماعيل الشهيد، ورسائل حجّة الإسلام الإمام محمد قاسم الديوبندي النانوتوي، كان يدرّس للراغبين من العلماء والقاصدين لبيت اللَّه الحرام، ويقضي أوقاته فى الدرس والمطالعة والعبادة والإفادة، معتزلا في بيته، زاهدا متوكّلا متقشّفا فى الحياة، يتبلغ بلقمة من العيش، وبما يقيم صلبه.
[ذكر بعض تلاميذه]
تلمّذ عليه في "مكة المكرمة" أجلة العلماء، منهم: العلامة موسى جار اللَّه، جامع "أمالي التفسير"، والشيخ محمد عبد الرزاق آل حمزة، والشيخ محمد نور