وكان مسعود كثير الصدقة والإحسان إلى أهل الحاجة، تصدق مرة في شهر رمضان بألف ألف درهم، وأكثر الإدرارات والصلات، وعمر كثيرا من المساجد في ممالكه، وكانت صنائعه ظاهرة مشهورة، تسر بها الركبان مع عفة عن أموال رعاياه، وأجاز الشعراء بالجوائز العظيمة، أعطى شاعرا على قصيدة ألف دينار، وأعطى آخر بكل بيت ألف درهم.
وكان يكتب خطا حسنا، وكان ملكه عظيما فسيحا، ملك "أصفهان"، و"الري"، و"همذان"، وما يليها من البلاد، وملك "طبرستان"، و"جرجان"، و"خراسان"، و"خوارزم"، وبلاد "الرون"، و"كرمان"، و"سجستان"، و"السند"، و"الرخج"، و"غزنة"، وبلاد "الغور"، و"بنجاب" من أقطاع "الهند"، وملك كثيرا منها، وأطاعه أهل البر والبحر، ومناقبه كثيرة، وقد صنفت فيها التصانيف المشهورة، فلا حاجة إلى الإطالة.
وكانت وفاته في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، كما في "الكامل".
* * *
٥٣٠٣ - الشيخ الفاضل مسعود بن أبي مسعود، الإله آبادي، ثم الأورنغ آبادي *
ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد الأفاضل المشهورين.