وفي سنة خمس وعشرين وأربعمائة عصى نائبه أحمد نيالتغين ببلاد "الهند"، فسير إليه جيشا كثيفا، فقتل بقصة، شرحتها في ترجمة أحمد، وولي ولده الأمير مجدودا على بلاد "الهند"، وفي سنة ست وعشرين أجلى الغز، وهزمهم، وسار إلى "جرجان"، فاستولى عليها وملكها، وفي سنة ثلاثين وأربعمائة سار نحو "خراسان"، وجرى له مع بني سلجوق طوب، يطول شرحها، وفتح بعض قلاعها سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وعاد إلى "غزنة"، وسير ولده مودودا إلى "خراسان" في جيش كثيف، ليمنع السلجوقية عنها.
وسار مسعود بعدهم بسبعة أيام، يريد بلاد "الهند"، ليشتو بها على عادة والده، فلما سار أخذ أخاه محمدا مسمولا، واستصحب الخزائن، وكان عازما على الاستنجاد بـ"الهند" على قتال السلجوقية، فلما عبر سيحون، وعبر بعض الخزائن، اجتمع أنوشتغين، وجمع من الغلمان، ونهبوا ما تخلف من الخزانة، وأقاموا أخاه محمدا، وسلموا عليه بالإمارة، وبقى مسعود في من معه من العسكر، وحفظ نفسه، فالتقى الجمعان، واقتتلوا، وعظم الخطب على الطائفتين.
ثم أنهزم عسكر مسعود، وتحصن في رباط "ماريكله"، ثم خرج إليهم، فقبضوا عليه، وأنفذه محمد إلى قلعة "كيكى" محفوظا، وأمر بإكرامه وصيانته، ثم فوّض محمد أمر دولته إلى ولده أحمد، وكان فيه خبط وهوج، فاتفق مع ابن عمه يوسف، وابن على خويشاوند وغيرهما على قتل مسعود، فقتلوه.
وكان السلطان مسعود شجاعا كريما، ذا فضائل كثيرة، محبا للعلماء، كثير الإحسان إليهم والتقرب لهم، صنفوا له التصانيف الكثيرة في فنون العلم، كـ"القانون المسعودي" في الفنون الرياضية، صنفه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المنجم، و"الكتاب المسعودي" في الفقه الحنفى، صنفه القاضي أبو محمد الناصحي.