وقرأ فاتحةَ الفراغ سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد الألف، ثم سافرَ إلى "مراد آباد"، وشرع "صحيح البخاري" على السيّد عالم علي النكينوي المحدّث، وابتلي النكينوي بالأمراض في خلال ذلك، فسافرَ إلى "دِهْلي"، وقرأ الصحاحَ والسننَ على الشيخ السيّد نذير حسين الدهلوي المحدّث، ولما برعَ في العلم سافرَ إلى "حيدرآباد""الدكن"، فأكرمَ وفدَه الشيخ محمد زمان الشاهجهان بوري، وبذل جهدَه في إسعاف مَرامه.
وكان رحمه الله خفيفَ الروح، مزاحا، حلوّ اللفظ والمحاضرة، كثيرَ المحفوظ بشعر وأدب، مفيدَ المجالسة، طلق الوجه، ذا بَشَاشَة للناس، حليما، متواضعا.
له "نخبة التواريخ" بالفارسي، صنّفها في الأنساب والسير.
مات سنة ستّ وثلاثمائة وألف.
* * *
٧ - الشيخ الفاضل المولى الشاه أبرار الحق بن محمود الحق*.
ولد ١٣٣٩ هـ في "هَرْدُوئى""أتّر بَرَاديش".
جاءت أسرته إلى "الهند" في عصر الملك علاء الدين الخلجي سنة ١٤٠٠ هـ، وكان الخلجى يحبّ العلماء والشيوخ حبّا جمّا، وأقامت تلك الأسرة أولا في "كُجرات" ثم في "دهلى" ومن هذه الأسرة المحدّث الكبير عبد الحق المحدّث الدهلوى، وقرأ فاتحة الكتاب على الشيخ العلامة المولى أصغر حسين الديوبندي، وحفظ القرآن الكريم في المدرسة التي بناها والده الكريم في "هَرْدُوئي".
وارتحل إلى مظاهر العلوم بـ "سهارنفور" سنة ١٣٦٨ هـ، وقرأ فيها الكتب الابتدائية حتى الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث.