للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حضرة الشيخ دراسته عليه في نفس الكتاب، ثم تحوّل إلى جدّه لأم في "سهارنفور"، ومكث بها يقرأ على الشيخ محمد نواز السهارنفوري الكتب الفارسية والعربية للمرحلة الابتدائية، وفي تلك الأيام قصد والدي رحمه الله "مكة المكرّمة" حاجا، فقضيت مدّة سنة في الوطن، وقد كنت حفظت القرآن آنذاك غير ضابط، فلبثت أضبطه، وأتثبّت منه، ورجع حضرة الشيخ إلى الوطن، وقد مات جدّه لأمه حينئذ ضحية للحمى المعدية، التى أكلت نفوسا كثيرة، فرافقت حضرة الشيخ في تلك الأيام، فوجدته مرسا فائقا في الألعاب كذلك سواء ما يتطلب منها الدهاء أو الجهد، يفوق أصحابه، ويغلبهم ولن أنسى تلك اللعبة التي عرفت بلعبة الدهاء لا يجيدها إلا المرس الدرب، أما نحن الحديثوا العهد بها، فلم يكن حظّنا منها، إلا الخيبة، وتقليب الأكفّ، وأخذ حضرة الشيخ يتصرّف في أصولها، ويضبط ضوابطها، حتى أتقنها، فلم يهزمه أحد فيما أذكره، وأقصى ما يكون التعادل بينه وبين خصمه، فلم يدع لعبا من الألعاب إلا بلغ به ذروة الكمال، وباب بيته يفتح في سكة موحشة عرفت بتغلب الشياطين عليها، وحضرة الشيخ لا يرجع إلى بيته إلا مؤخرا في الليل، غير خائف ولا وجل.

[قدومه دهلي وبدؤه دراسة كتاب الكافية في النحو]

عاد والدي من الحج، فأبدى له رغبته في استصحابه إلى "دهلي"، فرضيت أم حضرة الشيخ بذلك فما كان من الوالد، إلا أن خرج به من الوطن في آخر أيام من ذي الحجّة عام ١٢٥٩ هـ.

ووصل حضرة الشيخ "دهلي" في الثاني من محرم عام ١٢٦٠ هـ، وفي الرابع منه بدأ دراسته بـ "كتاب الكافية" في النحو، وبدأت أنا دراستي بـ "الميزان" في الصرف، وبـ "كلستان" في الفارسية، وكان الوالد أمر حضرة

<<  <  ج: ص:  >  >>