للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٦٢ - المولى المعظّم، والمفتى المفخّم، أبو السعود بن محمد بن مصطفى العماد *.

وكان أبوه من جملة من خلّصَ نفسنه السرية عن الكدرات البشرية، وجمع بين الشريعة والطريقة، مع التضلّع من العلوم الرسمية بالحقيقة، وقد وقع نبذة من بحار سماء مآثره، وقطرة من مواطر سحائب مفاخره في (الشقائق النعمانية".

ولد رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وبقرية قريبة من "قسطنطينية" المحميّة، من خواصّ أوقاف الزاوية، التي بناها السطلان بايزيد خان عليه الرحمة والرضوان للشيخ محي الدين المسفور، والد المولى المزبور، وقد مهد له في مهده الصواب، وسخر له أبيات الخطاب، وتربى في حجر العلم، حتى رباه، وارتضع ثدي الفضل إلى أن ترعرع رحبا، ولا زال يخدم العلوم الشريفة، حتى رحب باعه، واستد ساعده، واشتدّ اتساعه.

وقد استفاد من الأجلّة الكرام والأعزّة الفخام على ما دكره نفسه في صورة الإجازة للشيخ عبد الرحمن المشتهر بشيخ زاده، فلانطيل الكلام بالتكرار والإعادة.

وقد نقل عنه رحمه الله تعالى أنه قال مرّة: قرأتُ على والدي الشيخ محي الدين "حاشية التجريد" للشريف الجرجاني من أول الكتاب إلى آخره، مع جميع الحواشي المنقولة عنه، وقد قرأتُ عليه "شرح المفتاح" للعلامة المسفور مرّتين، و "شرح المواقف" له أيضا بالتمام والكمال، ولما صار ملازما


* راجع: الفوائد البهية ص ٨١، ٨٢.
وراجع: العقد المنظوم ٢: ٢٨٢ - ٢٩١.
وترجمته في ما ينبغي به العناية لمن يطالع الهداية ص ٢٠٧ - ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>